تتغلب المرأة الأردنية على الحواجز المجتمعية والمهنية لتقود الجهود المبذولة في علم الماء والهندسة والزراعة. يقود عملها في مجالي البحث والابتكار الحلول المستدامة ويؤكد على الحاجة إلى سد الفجوة بين الجنسين في العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات من أجل مستقبل أكثر شمولًا للجميع.
18 فبراير 2025 | منشور من قبل IWMI
مها الزعبي، ونَفْن أمادار، وسوسن غرايبه كُتب بواسطة
حقق الأردن تقدمًا مهمًا في تشجيع المرأة على دراسة مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات(STEM)، ولا سيما فيحقق الأردن تقدمًا مهمًا في تشجيع المرأة على دراسة مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM)، ولا سيما في مجالات مثل العلوم الطبيعية والطب والهندسة. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة بين التعليم والممارسة المهنية، لأن الحواجز في المجتمع ومكان العمل ما زالت تحد من تقدم المرأة في مسارها المهني. وعلى الرغم من دخول كثير من النساء هذه المجالات، فإن قلة منهن من يرتقين إلى أدوار قيادية أو يحصلن على تقدير مهني، مما يؤكد على التحديات المستمرة التي يواجهنها.
في اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، احتفلنا بالمرأة في الأردن التي تعيد تشكيل مشهد علم الماء وإدارته. ومن خلال قصص ملهمة، سلطنا الضوء على مرونة النساء النفسية، وقيادتهن، وأثرهن الباقي. هؤلاء النساء لسن مشاركات فقط، بل هن صانعات تغيير فاعلات، يقدن حلول المياه المبتكرة والمستدامة. ومن خلال التصدي لأوجه التفاوت بين الجنسين، نستطيع أن نعزز إسهاماتهن، مما يمهد الطريق أمام مستقبل أكثر شمولًا تُستغل فيه إمكانيات النساء استغلالًا كاملًا في قطاع علم الماء وغيره من القطاعات.

رحلة امرأة في علم الماء يقودها الفضول والرغبة في التغيير
اسمي هديل زوايده، وأنا باحثة في علم الماء. منذ صغري في الأردن، تعلمتُ أن الماء غالٍ وثمين، ٍ. أثار هذا فضولي حول كيفيةاسمي هديل زوايده، وأنا باحثة في علم الماء. منذ صغري في الأردن، تعلمتُ أن الماء غالٍ وثمين، ٍ. أثار هذا فضولي حول كيفية حركة الماء، ودوره في الحياة، وطبيعته المحدودة، مما دفعني إلى إعداد رسالة الماجستير في الهندسة المدنية والبيئية والعمل في علم الماء.
في أثناء تدريبي بالمعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI)، اكتشفتُ كيف تشكل السياسات تحديات المياه، مما يؤكد على الحاجة لصنع قرارات بناء على أدلة علمية. والآن، بصفتي باحثة دكتوراه في جامعة فاخينينجن البحثية، أدرس انتقال جسيمات المايكرو بلاستيك في الأنهار، بهدف توفير معلومات للسياسات التي تحمي الأنظمة الإيكولوجية المائية. بكوني امرأة في هذا المجال يعني مواجهة تحديات خاصة، لكني تعلمت أن المثابرة قوة. فالنساء لطالما أدارن المياه في مجتمعاتهن، وأصواتنا اليوم يجب أن تُسهم في رسم مستقبلها. رسالة إلى الشابات: لا تفقدي فضولك، واطلبي الدعم، وقودي. وكما يقول والداي: “السؤال الوحيد المهم هو إن كنت تريدين حقًا السعي وراءه”.

تمكين المزارعات من خلال الحصول على المياه
أنا ليلى شابسوغ، رئيسة جمعية وادي السير التعاونية. شكَّل لي مشروع المرونة التابع للمعهد الدولي تجربة تحولية، إذ مكنني من العمل مع نساء أخريات لتطوير مشروعات زراعية مدعومة بإدارة مياه سليمة. ومع تحسن الحصول على المياه، تستطيع المزارعات أن يزدن الإنتاجية ويدعمن القطاع الزراعي الأردني. ومع ذلك، ما زالت ندرة المياه ومحدودية الدعم يعوقان التقدم الزراعي. تفتقر النساء -على وجه الخصوص- إلى البرامج التدريبية والتوعوية في الزراعة المستدامة. وثمة حاجة إلى مبادرات عاجلة لبناء القدرات من أجل تعزيز الإنتاجية، وتوفير الوظائف، وتحسين سبل العيش. إن توفير الفرص المعرفية والقيادية للمرأة يعزز الاستقلالية الاقتصادية والأمن الغذائي. الماء هو أساس المرونة المجتمعية، وضمان التساوي في الحصول على الموارد ضروري للتمية المستدامة. المزارعون هم جوهر التغيير ودعمهم يعني تعزيز الزراعة، والمجتمعات، والاستدامة الاقتصادية.

رسالة إلى الأجيال المستقبلية من النساء والفتيات في الماء
أنا وفاء شحادة، مدير مديرية البيئة والتغير المناخي في وزارة المياه والري الأردنية وعضو اللجنة التوجيهية لمشروع المرونة، الذي ينفذه المعهد الدولي. يعزز هذا المشروع بنجاح الحلول القائمة على الطبيعة من أجل إدارة فعالة للماء عبر شراكات مجتمعية- حكومية قوية ويحمل في طياته إمكانيات مهمة للتوسع.
بصفتي امرأة عاملة في مجال هندسة الماء، أواجه تحديات مثل ساعات العمل القاسية والقيود المالية التي تعرقل تنفيذ المشروعات. وعلى الرغم من هذه العقبات، لدي حافز كي أصير صانعة قرار على مستوى عالٍ وقدوة للنساء والفتيات في مجال العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات. حصلتُ على دعم ثمين من مديريّ، وقيادة المعهد الدولي، وأسرتي، التي تقف إلى جواري رغم طول ساعات العمل.نصيحتي للشابات في مجال العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات: اجتهدن، وسايرن الابتكار، واكتسبن المعرفة، وفكرّن خارج الصندوق. تحدين أنفسكن والآخرين بأفكار جديدة، وحل المشكلات بطريقة مبدعة، ولا تستسلمن أبدًا.

كسر الحواجز في الزراعة لإلهام التغيير
أنا روميلا الجوهر، مهندسة زراعية أردنية من المفرق ودليل على قوة الإصرار في كسر الحواجز. في مجتمعي القبلي، نادرًا ما تعمل النساء مهندسات ميدانيات، ولكني اخترتُ أن أتحدى ذلك التوقع. أمدني العمل مع المعهد الدولي في مشروع “تقنيات الابتكارات المائية” بالفرصة كي أنمو وأحرك التغيير. على مدى ثلاث سنوات، عملتُ في قطاع زراعي يسيطر عليه الرجال، وزرتُ 350 مزرعة، وجمعتُ بيانات حيوية، وساهمتُ في بحوث مؤثرة، لأثبت أن المرأة تستطيع أن تتألق في أدوار اعتُبرت بعيدة المنال في وقت من الأوقات.
لم تكن الرحلة سهلة على الإطلاق، ولكن بالصبر والمرونة النفسية والخبرة الفنية، مضيت قدمًا. واليوم، تعتبرني نساء أخريات قدوة في مجتمعي، مما يثبت أنه لا يوجد حلم طموح أكثر مما ينبغي ولا توجد عقبة أصعب من أن نتخطاها.
رسالة إلى كل شابة: آمني بنفسك، واستغلي الفرص، وتجرئي على كسر الحواجز. العالم بانتظارك حتى تنهضي.

الريادة في الزراعة الذكية لتمكن المزارعين والنساء
أنا سلمى عمايرة، مهندسة وشريك مؤسس لشركة سمارت جرين. مرت بي تحديات وانتصارات في قطاع الماء والتكنولوجيا الزراعية الأردني. تهدد ندرة الماء الزراعة، وتقيد العقليات العتيقة في أحيان كثيرة أدوار المرأة في العلوم والابتكار. ومع ذلك، يحركني شغفي بالاستدامة لكسر الحواجز وإثبات أن للمرأة دورًا حيويًا في تشكيل حلول المياه. بُنيت شركة سمارت جرين على الاعتقاد بأن التكنولوجيا تستطيع أن تحدث ثورة في الزراعة. وبالاستفادة من الذكاء الصناعي، وإنترنت الأشياء، والزراعة الدقيقة، نمكن المزارعين “ليقودوا ويتحكموا في أي وقت، وأي مكان” و”يزرعوا أكثر… بقيمة أقل!” باستخدام موارد أقل مع تعظيم الموارد.
لم يكن العمل في هذا المجال سهلًا عليّ كامرأة، ولكن كل تحدى غذى إصراري. إلى الجيل القادم من النساء في العلوم أقول: أنتن قائدات، وحلالات مشاكل، وصانعات تغيير. تقدمن بثقة؛ المستقبل يتوقف على نساء جريئات مثلكن.
تمكين المرأة من أجل مستقبل مائي مستدام
لتحقيق مستقبل مائي أكثر شمولًا ومرونة، يجب أن تُمنح المرأة في الأردن القوة لتقود إدارة المياه. سد الفجوة في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات ليس خيارًا، بل ضرورة. الإرشاد والفرص المهنية في العلوم والهندسة والبيئة تُجهز المرأة لتواجه تحديات المياه بحلول مبتكرة، كما أن دعم المزارعات بالتدريب في الزراعة المستدامة يعزز الأمن الغذائي ويمنحهن استقلاليتهن الاقتصادية.يدعم المعهد الدولي سياسات الشمول ويخلق فرص القيادة، محتفيًا برائدات مثل هديل، وروميلا، وليلى، ووفاء، وسلمى، اللواتي يكتبن قصصهن على صفحة الواقع. ونحن نحتفل باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، دعونا نتذكر أن تمكين المرأة هو السبيل كي تقود وتبتكر، ولتصبح أصواتها جسرًا لمستقبل مائي أكثر عدلاً واستدامة
